ترجمة وجيزة لمصلح الملة شيخ الإسلام/أطهر على رحمه الله تعالى.
Published:
آله وصحبه أجمعين وبعد إنه من المعلوم لدى كل من له أدنى إلمام بأوضاع بنغلاديش احدى شقيقات عالمنا الإسلامى أنها مهدد فيها كيانها الإسلامى التقليدي وطابعها الديني التراثى وجوها الربانى الاعتيادى حيث أن الأعداء على اختلاف أشكالهم وتنوع حيلهم وتلون أسلحتهم مدوا إلى سكانها المسلمين
الأبرياء براثنهم الغاشمة ومخالبهم الخبيثة المكشرة وعلى الرغم من أن هذا هو الوضع السائد على ربوع البلد وأطرافه المترامية إلا أن منطقة كشورغنج تختلف نوعا ما عن مناطق البلد الأخرى فى تعرضها لمثل هذه التحديات العاتية والحملات الشرسة الداهية حيث أنها منطقة تقع على بعد نحو 150 كيلومترا من مطار دكا يكون فيها المسلمون ـ منذ مئات السنين ـ الأغلبية الساحقة مع شهرتهم بشدة التمسك بشعائر هم الدينية وطقوسهم الإسلامية مما ساء الأعداء وأقض مضاجعهم و مدوا إليها أعناقهم البغيضة بغية القضاء على كيانها الإسلامى وتكديرجوها الدينى وتقويض بنائها الأسرى فقد تكالبت الوثنية بخرافاتها وأساطيرهاالشهوانية والبريلوية مع قبوريتها الشركية والتنصيرية البتشيرية مع إمكانياتها المادية الهائلة المغرية والشعارات الإنسانية البراقة فهذه الأجنحة الثلاثة للمكر مع ما يساندها ويرافقها جعلت المسلمين من سكان المنطقة فى عرضة التهديد لذوبانهم تحت وطئة الأعداء ومغرياتهم كما حوجت المسلمين إلى تواجد معاقل رصينة وحصون متينة وملاجئ آمنة والتى تقدر على مكافحة التحديات على تلون صورها وتنوع أزيائها وتصمد أمام سائر أنواع التيارات الهدامة الجارفة والسيول العارمة المجتاحة
ومن سعادة هذه الأمة وحسن حظها أن تكفل البارى عزوجل بحفظ هذا الدين على أهله وصيانته من جميع أنواع الشوائب الدخلية فمن هذا المنطلق وإبقاء لديمومة هذا الدين وسرمدية رسالته وأبدية حيويته قيض الله تبارك وتعالى ـ عبرالأجيال ومر العصور ـ دعاة أكفاء ومصلحين ربانيين قاموا بواجب الإصلاح ومهمة التجديد فأجادوا وأنشأوا ملاجئ آمنة يفر إليها المسلمون بدينهم ومراكز عامرة تشع نور التوحيد والإيمان وتتولى إنجاب الكوادر الصالحة وتخريج الأجيال المثقفة اللائقة ومن هؤلاء المصلحين الربانيين العلامة الشيخ أطهرعلى ـ طيب الله ثراه وأسكن فى فسيح جنانه ـ ذلك البطل الكمى المقدام المغوار المصلح المجدد الربانى البار الذى تخلد ـ ناصع البياض ـ بمآثره الخالدة العملاقةفي صفحات تاريخ بنغلاديش الإصلاحية التربوية التعليمية المعمارية ومن تلك المآثر الخالدة الجامعة الإمدادية الواقعة فى قلب مدينة كشورغنج بنغلاديش
وفى السطور التالية سنحاول تسليط ضوء إجمالى على بعض جوانب معطياتها في سبيل خدمة الإسلام وأهله في بلدنا الغالي
اسمها وعام تأسيسها : الجامعة الإمدادية جاء تأسسها فى حيزالوجود عام 1945م الموافق 14….هـ مؤسسها : أماما يتعلق بخصوص مؤسسها فهو العلامة الشيخ / أطهرعلى رحمه الله أحد كبار العلماء المصلحين على مستوى شبه القارة الهندية ومن أوائل المجازين من طرف الشيخ أشرف على التهانوى المعروف بحكيم الأمة وكان الشيخ أطهر من هؤلاء الأفذاذ النوادر الذين جمع الله عزوجل فيهم خصال الخير متعددة الوجوه فكان فى آن واحد مصلحا اجتماعيا ومعلما بارعا وسياسيا محكنا ماهرا ومجاهدا باسلا وكان الرئيس المؤسس لحزب “نظام الإسلام” وعضو البرلمان لباكستان العظمى تخرج في جامعة دارالعلوم بديوبند و تتلمذ على أمثال الشيخ أنورشاه الكشميرى ومع أن الشيخ قضى حياته العامرة فى جولاته السياسية لصالح الإسلام وتطبيق شريعته كان معروفا بشدة التقشف والزهد والحياة الخشنة وبعد أن قضى رحمه الله حياة حافلة بأعمال الإصلاح والتجديد والتربية فى مختلف المجالات انتقل إلى جوارربه عزوجل عام 1976م مخلفا ورائه مآثر خالدة لم تزل تؤتى أكلها بإذن ربها.